كشفت عدة تقارير، حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، عن استمرار حملة الاعتقالات في صفوف النساء الرافضات للحجاب الإجباري، على يد شرطة الأخلاق في إيران، وأن السلطات حذرت النساء المعتقلات، من أنه سيتم تجريدهن من الجنسية، إذا تم اعتقالهن 3 مرات بسبب امتناعهن عن ارتداء الحجاب.
وأظهرت مقاطع الفيديو والصور القادمة من إيران، انتشار عناصر الشرطة في مراكز المدن والأسواق؛ لفرض الحجاب الإجباري، واعتقال النساء اللواتي يرفضن الانصياع لأوامر شرطة الأخلاق.
وأظهرت التقارير، التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، انتشار عناصر شرطة الأخلاق، إلى جانب قوات "الباسيج" والأمن بزي مدني في الساحات والشوارع الرئيسة وبعض الحدائق، في مدن مختلفة من البلاد، اليوم السبت، 20 أبريل، لقمع النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب الإجباري.
وأوضح مقطع فيديو، قيام شرطة الأخلاق في مدينة كرج، شمال إيران، بمضايقة سيدتين، وتهديدهما بالاعتقال والمحاكمة.
وقال عدد من السيدات لـ "إيران إنترناشيونال"، إنه تم استدعاؤهن من قِبل قوات الأمن؛ بسبب نشرهن صورهن بلا حجاب، في وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث أكدت الشرطة لهن أنه ستتم معاقبتهن، في حال دعوتهن لأخريات إلى عدم ارتداء الحجاب ورعايته.
وقالت سيدة، تم استدعاؤها إلى شرطة الأخلاق في طهران: "في وقت الاستدعاء، قالوا فقط إن الأمر يتعلق بعدم مراعاة الحجاب، وعندما ذهبت إلى مبنى الشرطة قالوا لي الصور بدون حجاب، التي كانت موجودة في حسابك على وسائل التواصل الاجتماعي هي مثال على جريمة، يجب عليكِ حذف هذه الصور، والوعد بعدم نشر أي صور أخرى بدون حجاب في العالم الافتراضي وتشجيع الأخريات على عدم الالتزام بالحجاب".
وأضافت هذه السيدة، أنه أثناء زيارتها إلى مبنى الشرطة، كانت العشرات من النساء الأخريات في الوضع نفسه، ينتظرن في الطابور للدخول وإعطاء التعهد، وبعضهن قد ذهبن إلى هذه المؤسسة الأمنية بمعية ذويهم؛ خوفًا من الاعتقال.
وبحسب الفيديو الذي تلقته "إيران إنترناشيونال"، يوم أمس الجمعة، 19 أبريل (نيسان)، اعتقلت عناصر شرطة الأخلاق، بطريقة وحشية، امرأة لعدم ارتدائها الحجاب الإجباري في مدينة رشت.
وأفاد حساب تطبيق "جرشاد"، على موقع التواصل الاجتماعي (X)، بوجود ضباط شرطة الأخلاق في مناطق مختلفة من طهران، بما في ذلك ساحة تجريش، بشمال طهران، وهفت حوض ومحطة مترو قلهك.
واحتج بعض النقابيين والناشطين المدنيين والسياسيين على سياسات الحكومة في التعامل مع النساء، بالتزامن مع اعتقال واستدعاء النساء الرافضات للحجاب الإجباري في إيران.
ونشر حامد إسماعيليون، وهو من الشخصيات المعروفة بمعارضتها للنظام، مقالًا على شبكات التواصل الاجتماعي، يوم أمس، الجمعة، حول تنفيذ "خطة نور" الحكومية؛ بهدف فرض الحجاب وانتشار واسع لعناصر الشرطة في المدن الإيرانية، وقال: "يعتبر وجود ضباط شرطة الأخلاق وقوات بملابس مدنية في الشوارع، تجييشًا من قِبل السلطة ضد النساء. الحرب الرئيسة مستمرة داخل إيران، دعونا نواجه موجة القمع الحكومية بدعم مقاومة الشعب ونضاله".
وأصدر مجلس المتقاعدين الإيرانيين بيانًا بعنوان "الحرب ضد المرأة إعلان حرب على الحياة والحرية" قائلًا: "إن النظام الذي يتعرض لضغوط شديدة من الشعب، ويرى وجوده في خطر، لجأ إلى القمع والاعتداء على النساء".