في أعقاب ردود الفعل الواسعة على بدء إجراءات النظام الإيراني ضد النساء، وتصاعد عنف الشرطة مع الإيرانيات الرافضات للحجاب الإجباري، قال رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، إن هذه الإجراءات "عمل يرضي الله".
وأكد حسين شريعتمداري، في افتتاحية صحيفة "كيهان" اليوم الخميس 9 مايو (أيار)، على ضرورة مواجهة النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب الإجباري، وقال: "أليس منع خلع الحجاب في الأماكن العامة وتقديم العون والمساعدة للنساء اللاتي يخلعن الحجاب عملاً إلهياً وإنسانياً لإنقاذهن؟!".
فيما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الخميس أثناء زيارته إلى مدينة "قم": "الإسلام والشريعة يفرضان وجوب الحجاب، ونحن ملزمون أيضا باتباع رأي الإسلام".
وأضاف: "إذا قال شخص ما إن معتقداتي ليست مثل معتقداتكم فليست هناك مشكلة. البلد يدار بالقانون، وعلى الجميع الالتزام بالقانون".
وفي يوم الأربعاء 8 مايو (أيار)، قال عباس علي محمديان، قائد شرطة طهران، في إشارة إلى تنفيذ "مشروع نور" واستمرار فرض الحجاب الإجباري على النساء: "إن جميع المهام الموكلة في طهران لها أهمية خاصة، لكن مشروع نور على رأس هذه المهام".
وعن أسباب البدء في جولة جديدة من التعامل مع النساء المعترضات على الحجاب الإجباري، قال "إن هذه الخطة وضعت على جدول أعمال الشرطة بعد خطاب المرشد".
وبدأت الجولة الجديدة من استهداف المواطنين المحتجين على الحجاب الإجباري في 13 نيسان (أبريل)، بعد خطاب المرشد علي خامنئي.
ونشرت خلال هذه الفترة تقارير عديدة حول مواجهات عنيفة وتحرشات جنسية من قبل عناصر الأمن مع النساء في إطار تنفيذ ما يسمى بـ"خطة نور".
ومنذ بداية الجولة الجديدة من المواجهات مع النساء المعارضات للحجاب الإجباري، تم اعتقال مئات النساء بعنف من قبل عناصر الأمن في الأماكن العامة في مدن إيرانية مختلفة.
وعلى الرغم من هذا القمع، فإن العصيان المدني النسائي، الذي بدأ على نطاق واسع بعد الانتفاضة الشعبية الإيرانية في سبتمبر (أيلول) عام 2022، لا يزال مستمرا.
وفي الشهر الماضي وبعد تنفيذ ما يسمى بخطة "نور" لقمع النساء فيما يتعلق بالحجاب الإجباري، ظهرت تقارير وفيديوهات لنساء يرفضن ارتداء الحجاب المفروض، ودعم المواطنين لهن ومقاومتهن للاعتقال من قبل عناصر أمن النظام.
وتعليقا على هذه الإجراءات، قال الباحث الديني والأستاذ في الحوزة العلمية أحمد عابديني إن هذه المواجهات مع النساء تثير كراهية الإسلام والنظام في المجتمع.