أشار مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، كمال خرازي، إلى احتمال وقوع هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية في إيران، وأعلن أنه في حال تعرض وجود نظام الجمهورية الإسلامية للتهديد فإن طهران ستغير عقيدتها النووية.
وفي مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية، أكد خرازي مرة أخرى أن إيران "تمتلك القدرة على إنتاج قنبلة نووية".
يذكر أن خرازي كان وزيراً لخارجية إيران في عهد محمد خاتمي، وهو الآن رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث تابع للنظام الإيراني.
وقبل عامين، قال خرازي في مقابلة مع قناة "الجزيرة" إن إيران تمتلك القدرات التقنية اللازمة لصنع قنبلة نووية، لكنها لا تنوي القيام بشيء من هذا القبيل.
وأعلنت السلطات الإيرانية، مرارا وتكرارا، أنها لا تنوي صنع قنبلة نووية بسبب وجود "فتوى" لعلي خامنئي.
يذكر أن المرشد الإيراني هو المسؤول عن القيادة العامة (جميع القوات المسلحة والعسكرية) وهو صاحب القرار النهائي في مجال الأنشطة النووية الإيرانية.
وقال خامنئي إن صنع الأسلحة النووية "حرام"، لكن الفتاوى أو الأحكام الدينية يمكن تغييرها بناء على "ظروف الزمان والمكان".
وفي عام 2020، قال وزير الاستخبارات في إيران آنذاك، محمود علوي، في برنامج تلفزيوني: "أصدر المرشد [علي خامنئي] فتوى تحرم الأسلحة النووية، ولكن إذا حوصرت القطة في زاوية، فقد يكون سلوكها مختلفاً عما كانت عليه عندما كانت القطة حرة، وإذا دفعوا إيران في هذا الاتجاه، فلن يعد هذا خطأ طهران".
وردا على هذه التصريحات، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية آنذاك الأمر بأنه "مقلق للغاية".
وقد أعلن رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية الآن أنه إذا أرادت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، فهناك احتمال أن تحيد طهران عن الاعتبارات التي أعلنتها في السابق.
وفي أبريل(نيسان) من هذا العام، عندما تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل بسبب الهجوم الإسرائيلي على قنصلية إيران في دمشق، أثيرت مرة أخرى إمكانية تكثيف أنشطة طهران في مجال محاولة الحصول على أسلحة نووية.
وقد ألمح بعض المسؤولين في النظام الإيراني إلى احتمال استخدام النظام لبرنامجه النووي عسكريا.
وكتب مستشار رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الاستراتيجية، مهدي محمدي، في 16 أبريل (نيسان) في رسالة على موقع التواصل الاجتماعي X: "إلى جانب البرنامج الصاروخي، تمتلك إيران أيضًا برنامجًا نوويًا!".
وأعلن قائد فيلق الحماية والأمن للمراكز النووية في إيران، أحمد حق طلب، في 18 أبريل(نيسان) أنه إذا استمرت إسرائيل في خطابها، فسوف تقوم طهران بمراجعة "عقيدتها وسياساتها النووية".
وقال بعض الخبراء إن أحد الخيارات المحتملة أمام إيران للرد على الهجمات الإسرائيلية هو تسريع برنامجها النووي.
ولكن زيادة نقاء اليورانيوم المخصب إلى نسبة 90 بالمائة المطلوبة لصنع قنبلة نووية أو استئناف برنامج أسلحة حقيقي قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويجبر إسرائيل أو الولايات المتحدة على مهاجمة إيران.
وقال مصدر يتابع التطورات الأخيرة عن كثب لوكالة "رويترز" للأنباء إن كلتا الحالتين ستعتبران من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل محاولات لصنع قنبلة وتشكلان خطرا كبيرا على طهران.
وأكد أنه لا يعتقد أن إيران ستقدم على هذه المخاطرة.
تأتي تصريحات خرازي الأخيرة بعد زيارة رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران.
وبعد انتهاء زيارته التي استمرت يومين، أعلن غروسي أنه على الرغم من عدم تحديد موعد نهائي لإيران من أجل حل القضية النووية، فمن المتوقع أن يتحرك النظام الإيراني "في أسرع وقت ممكن" لتبديد المخاوف في هذا الصدد.
وجاءت زيارة غروسي الأخيرة إلى طهران بعد أسبوعين من تأكيد خامنئي في خطاب له على استمرار البرنامج النووي الإيراني.