شارك عدد من المواطنين تأثير زيادة القيود والانقطاع واسع النطاق وانخفاض سرعة الإنترنت في إيران، على حياتهم في رسائل صوتية مع "قناة إيران إنترناشيونال"، وأكدوا في رسائلهم على أن نظام الجمهورية الإسلامية يريد إظهار قوته القمعية بهذه الطريقة.
وكتب موقع "فيلتربان" الذي يراقب وضع الوصول إلى الإنترنت في إيران، في تقرير له يوم الأربعاء الثامن من مايو، أن رادار "آبر أروان" يظهر انقطاع الوصول إلى مراكز البيانات المختلفة داخل إيران منذ يوم الأحد الماضي.
يذكر أن شركة "ابرآروان"، التي فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضدها باعتبارها منتهكة لحقوق الإنسان في نوفمبر عام 2022 بسبب دورها في تطوير الإنترنت الوطني وانقطاع الإنترنت والرقابة عليه في إيران، تمت إزالتها مؤخرا من قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الخاصة بحقوق الإنسان.
وفي أعقاب التقارير المستمرة عن الانقطاعات واسعة النطاق بشبكة الإنترنت في إيران، سألت قناة "إيران إنترناشيونال" جمهورها في إيران عن مدى تأثير القيود المفروضة ضد الإنترنت في البلاد على حياتهم.
وأكدوا في رسائلهم التي تلقتها القناة عبر مواقعها في التواصل الاجتماعي أن نظام الجمهورية الإسلامية يريد إظهار قوته القمعية ضد الشعب، وهذا الإجراء، سيتسبب بالمزيد من البطالة بين المواطنين.
وقال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لوزير الاتصالات، خلال كلمته في افتتاح مشروع الألياف الضوئية في قم يوم أمس الخميس إنه ينبغي زيادة سرعة الإنترنت يوما بعد يوم.
وقد جاءت كلمة "رئيسي" يوم الخميس عن توفير الإنترنت للمواطنين في حين تظهر تحقيقات "فيلتربان" أن الاضطرابات بشبكة الإنترنت في البلاد مرتبطة بسياسات حكومة "رئيسي" المتمثلة في تعمد عدم تطوير النطاق الترددي الخارجي.
وذكر "فيلتربان" أن الهدف من هذه السياسات الحكومية هو تقوية شبكة معلومات وطنية بشكل كامل عن طريق إجبار المستخدمين بطريقة غير مباشرة على استخدام المنصات الداخلية.
وأرسل أحد المواطنين، الذي عرّف عن نفسه بأنه أحد جرحى الحرب الإيرانية العراقية، رسالة إلى "إيران إنترناشيونال" قال فيها: "مع الإنترنت، أصبح الناس أكثر معرفة من المسؤولين والملالي، والنظام يريد إظهار قوته من خلال فرض المزيد من القيود على الناس".
وأشار هذا المواطن إلى أن الشعب هو الذي أعطى السلطة والاحترام للمسؤولين الحكوميين، وأكد أن المواطنين، سينتزعون ما قدموه للمسؤولين إذا لزم الأمر.
وأرسل مواطن إيراني آخر رسالة إلى "إيران إنترناشيونال" يقول فيها إن شبكة الإنترنت في البلاد أصبحت ضعيفة للغاية وأن شبكة "الواي فاي" وبطاقات الهواتف الخاصة بشركة "إيران سل" وغيرها أصبحت أضعف من ذي قبل.
ومضى هذا المواطن يقول إنه لا يستطيع فتح المواقع التي يريدها بأي كاسر اشتراه في الأيام الماضية، وحتى المواقع الداخلية أحيانا لا يتم فتحها.
وفي إشارة إلى تصريحات إبراهيم رئيسي عن الجهود اليومية التي تبذلها الحكومة لزيادة سرعة الإنترنت في البلاد، قال: "يبدو أنه يريد زيادة سرعة الإنترنت له ولعائلته".
كما أرسل أحد متابعي قناة "إيران إنترناشيونال" رسالة صوتية يقول فيها إن الجمهورية الإسلامية تعمل دائمًا على إضعاف أو قطع الإنترنت خوفًا من وعي الناس عبر الفضاء الإلكتروني.
وأشار هذا المواطن أنه يملك مشروعاً تجارياً عبر الإنترنت ويكسب رزقه منه، بالقول: "إذا لم يكن هناك إنترنت واستمر الانقطاع بهذا الشكل سنخسر عملاءنا ونصبح عاطلين عن العمل".
وتظهر نتائج الأبحاث التي تجريها المنظمات الدولية المستقلة التي تراقب حالة انقطاع الإنترنت في العالم، أن مسؤولي النظام الإيراني تسببوا في خسارة البلاد 920 مليون دولار، أي ما يعادل أكثر من 50 ألف مليار تومان، من خلال قطعهم بشكل متكرر الإنترنت في عام 2023.