إن الخلافات المائية بين إيران وأفغانستان حول الحقوق المائية للمواطنين في بلوشستان من نهر هلمند مستمرة منذ سنوات، لكن الآن بناء سد يسمى "باشدان" على الطريق إلى هريرود سيضاعف مشاكل المياه في إيران وأفغانستان وسوف يوسع هذه الأزمة.
وقد أعلن موقع "خبر أونلاين" في تقرير له عن الانتهاء من مشروع سد "باشدان"، أحد أكبر السدود في أفغانستان على الحدود مع إيران وفي الطريق إلى هريرود. السد الذي، بحسب الخبراء، يمكن أن يزيد من التوترات المائية والبيئية في إيران وطاجيكستان.
وكما تقول حركة طالبان، فإن بناء المرحلة الثانية من سد "باشدان" سوف يستغرق خمسة أشهر فقط. ومع اكتمال السد ستتأثر محافظة خراسان أيضًا بنقص المياه مثل بلوشستان. وقد تم بناء سد "باشدان" في محافظة هرات غرب أفغانستان.
ويؤكد الخبراء أن هذا السد لديه القدرة على تخزين 45 مليون متر مكعب من المياه، وإنتاج 2 ميغاوات من الكهرباء، وري 13 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.
ويعتقد أنصار استكمال سد "باشدان" أنه بهذه الطريقة يمكنهم حل مشكلة نقص المياه في هرات. ووفقًا لمسؤولي إدارة إمدادات المياه في هرات، فإنه باستخدام المياه السطحية لهذا السد، سيتم القضاء على تحدي نقص المياه في محافظة هرات ولن يواجه المواطنون هذه الأزمة في السنوات القادمة. لكنهم لم يذكروا حصة إيران في هذا السد.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم صناعة المياه الإيرانية، إن "تدفق المياه من أفغانستان إلى إيران وصل إلى الصفر، ولم نتسلم حقوقنا المائية من هلمند، ويجب على الطرف الآخر الموافقة على المعاهدة ودفع حقوق إيران المائية". وبحسب موقع "خبر أونلاين"، فإن أفغانستان تعتبر نفسها المالك الكامل للمياه التي تتدفق في هذا البلد، ولم تستسلم لمطالب إيران، كما واصلت حركة طالبان عملية الحكومة السابقة في أفغانستان ولم تخصص حصة لإيران.
وخلال العامين الماضيين، رفضت حركة طالبان تخصيص الحقوق المائية لإيران من خلال الإشارة إلى أن أفغانستان نفسها تعاني من نقص المياه، وبحسب وسائل الإعلام في إيران، فإن "النهج الودي الذي اتبعته مع طالبان لم يؤمن هذا الحق".
وقبل وقت ليس ببعيد، كتب موقع "ديدبان إيران" نقلاً عن عيسى بزرك زاده، أنه "للأسف، لم يتم منح الحقوق المائية لإيران والمواطنين في بلوشستان من نهر هلمند، وفي العام الماضي دخلت المياه التي تم إطلاقها إلى المستنقعات المالحة". وبحسب المتحدث باسم صناعة المياه الإيرانية، فإن الجهود الدبلوماسية مستمرة بالتعاون مع وزارة الخارجية للحصول على الحصة المائية.
من ناحية أخرى، صرح "المساعد السياسي" لوزارة خارجية طالبان العام الماضي بأنه "لا نملك الماء حتى نعطي حصة إيران". وقد اتُهم الجهاز الدبلوماسي الإيراني مراراً وتكراراً باسترضاء حركة طالبان بشأن المياه المشتركة بين البلدين. وقبل ذلك، وعلى الرغم من أن إيران أقامت علاقات إيجابية مع طالبان، إلا أنها لم تتمكن من الحصول على حقوق المياه في هلمند. لكن وزير الطاقة والمياه في حكومة طالبان قال في آخر ادعاء له: "بحسب بيانات قياس التدفق المتوافرة، حتى 9 مايو(أيار)، ستتدفق المياه نحو إيران بمعدل تدفق مقبول".
وأكد عبد اللطيف منصور في لقاء عقد مؤخرا مع حسن مرتضوي مساعد السفير الإيراني في كابول: "إن أبواب سد كمال خان مفتوحة ونأمل أنه مع استمرار هطول الأمطار، سيتم توفير قدر كبير من الحقوق المائية لإيران في العام المائي الجديد".
لكن أبو الفضل ظهره وند، سفير إيران السابق في أفغانستان، يعتقد أن المياه التي تم إرسالها من أفغانستان إلى إيران قبل أيام قليلة كانت بسبب الفيضان الذي لم يتمكنوا من السيطرة عليه واضطروا لإرساله إلى إيران. وتحدث ظهره وند لوكالة أنباء "إيلنا" عن تقييم استمرار أفغانستان في بناء السدود على الطريق النهري المشترك بين البلدين وتأثير ذلك على إيران، وأن هذه العملية كانت متوقعة.
وقال لوكالة "إيلنا" إن نوع العلاقات والنظرة إلى أفغانستان هي التي تنتج هذه الأحداث. وبحسب قول هذا السفير الإيراني السابق في كابول، فإن أفغانستان، من خلال بناء سد "باشدان"، تعتزم السيطرة على نفس كمية المياه القليلة التي تتجه نحو إيران وتستخدم هذه القضية كوسيلة للضغط والفوضى في إيران. وكانت مياه هريرود تذهب أيضًا إلى تركمانستان، ومع بناء السدود في أفغانستان، سيتم تدمير النظام البيئي بأكمله.
وتشير التكهنات إلى أن التوترات والنزاعات المائية وحصص المياه ستستمر بين إيران وأفغانستان.
وفي تقرير تحليلي العام الماضي، تناولت شبكة "سي إن بي سي" الأميركية التوتر بين إيران وطالبان للسيطرة على المياه كمورد حيوي يشهد تراجعا حادا. وقال خبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لهذه الشبكة إنه من الصعب حل الخلافات بين إيران وأفغانستان حول حقوقهما المائية من هلمند لأن كلا البلدين يعانيان من شح المياه نتيجة تغير المناخ.