اعترف المتحدث باسم منظمة النظام الطبي في إيران، رضا لاري بور، بزيادة معدلات الانتحار في المجتمع الطبي، مؤكدًا أن "ارتفاع أعباء العمل وعدم تناسب الرواتب مقارنة بالأنشطة المنجزة، والشعور باليأس، من أسباب انتحار مساعدي الأطباء"، وقال إن حالات الانتحار هذه "متعددة الأبعاد والأوجه".
وأضاف، في حديث مع وكالة أنباء "إيلنا": "لا يستطيع مساعد الطبيب، في هذه الأيام، استئجار منزل وتغطية نفقات معيشته اليومية بمفرده في طهران، لذلك يشعر باليأس بشأن مستقبله المهني، وتتلاشى تصوراته قبل دخوله في المجال الطبي، فيدخل في نوبة من التوتر والقلق، وينتحر بعد إصابته بالاكتئاب".
وأكد أنه لا يوجد مجال يتعامل مع حياة الإنسان مثل المجال الطبي، وأشار إلى أن "وزارة الصحة لم تفعل شيئًا عمليًا مميزًا في هذا الشأن، وحتى الأطباء لا يستطيعون الذهاب إلى مراكز الاستشارة الطبية؛ خوفًا من تسجيل أسمائهم".
واعتبر المتحدث الرسمي باسم منظمة الجهاز الطبي تحسين الأوضاع والمرافق وتقديم التسهيلات للأطباء ومساعديهم والأطباء المتخصصين وتغيير الظروف المعيشية بشكل عام وتحسين وضعهم الوظيفي من بين الحلول الواعدة لدى هذه الشريحة من المجتمع، موضحًا أن رفع الرواتب بما يتناسب مع ما يبذلونه من جهود ومستوى صعوبة العمل سيكون له الأثر الكبير في الوقاية من الانتحار في المجتمع الطبي.
وقال أمين لجنة الشفافية ومراقبة العدالة، وهي منظمة غير حكومية قريبة من الأصوليين، يوم 7 مايو (أيار)، إن "سبب انتحار الأطباء الشباب يرجع إلى الاستياء العميق من النظام الطبي في البلاد، ولا علاقة له بالاضطرابات النفسية والعاطفية".
وأوضح أن حالة الأطباء "غير إنسانية وغير محتملة، لدرجة أن بعضهم يفضلون الانتحار للأسف"، بسبب الالتزامات المالية، لأن "الطبيب الشاب يضحي بالكثير من الأشياء خلفه للوصول إلى مرتبة مساعد الطبيب، لدرجة أنه عندما ينظر خلفه، يرى أنه لا توجد إمكانية للعودة إلى الوراء وتغيير مساره".
وأعلنت صحيفة "دنياي اقتصاد"، في تقرير لها بتاريخ 28 أبريل (نيسان) الماضي، أن انتحار الأطباء في إيران أصبح على وشك الانفجار، وأشارت إلى زيادة بنسبة 40 بالمائة في حالات الانتحار بين الأطباء الذكور و130 بالمائة بين الطبيبات، مقارنة بعامة السكان، واعتبرت ذلك "مثيرًا للقلق".
وأعلنت الجمعية العلمية للأطباء النفسيين في إيران، في يناير (كانون الثاني) الماضي، في رسالة إلى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ارتفاع عدد حالات الانتحار بين مساعدي الأطباء، واعتبرت أن استمرار هذا الاتجاه سيؤدي إلى "انهيار النظام الصحي في البلاد".