تفاصيل اتفاق النيجر السري لبيع 300 طن من "الكعكة الصفراء" بقيمة 56 مليون دولار لإيران
أكدت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الحكومة العسكرية في النيجر، لاتزال تخطط لبيع مئات الأطنان من اليورانيوم المكرر أو "الكعكة الصفراء"، إلى إيران، في اتفاق سري مع طهران.
وأكدت الصحيفة، يوم الجمعة الماضي، 10 مايو (أيار)، المعلومات، التي نشرها موقع إلكتروني يسمى "المخابرات الأفريقية"، منذ نحو شهر ونصف الشهر، حول الاتفاق السري بين النيجر وإيران بشأن بيع اليورانيوم، نقلًا عن عدة مصادر رسمية من الدول الغربية والنيجر.
وكشف الموقع، نهاية أبريل (نيسان) الماضي، أن مفاوضات سرية تجري بين النيجر وإيران لشراء 300 طن من الكعكة الصفراء، وقد حظيت هذه القضية باهتمام كبير من قِبل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأمر الذي وضع شركة "أورانو" الفرنسية، التي تقوم بتعدين اليورانيوم في النيجر، في موقف حرج.
ونفت النيجر رسميًا أي نية من هذا القبيل، لكن هذه القضية أثارت مخاوف في واشنطن وباريس.
وتُقدر قيمة هذه الكمية من الكعكة الصفراء بـ 56 مليون دولار.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قبل الصحف الفرنسية، أنه في الأشهر الأخيرة، حصل مسؤولون كبار في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، على معلومات تظهر أن الحكومة العسكرية في النيجر تدرس سرًا التوصل إلى اتفاق مع إيران من شأنه أن يتيح للنظام الإيراني الوصول إلى بعض احتياطيات اليورانيوم الضخمة في النيجر.
يُذكر أن اليورانيوم هو منتج التصدير الرئيس للنيجر، ووفقًا للجمعية النووية العالمية، التي يقع مقرها في المملكة المتحدة، فإن النيجر كانت سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، عام 2022، حيث أنتجت نحو 200 طن من اليورانيوم.
وقد نُشرت تقارير مماثلة عن ذلك، قبل أكثر من عشر سنوات، عندما زار محمود أحمدي نجاد، رئيس إيران آنذاك، النيجر.
وحاولت سلطات النيجر نفي أي اتهامات تتعلق بالتعاون النووي مع طهران، في ذلك الوقت، بسبب الحساسيات العديدة، التي أثارتها الأنشطة النووية الإيرانية في المجتمع الدولي.
وتعود محاولة إيران شراء اليورانيوم من النيجر إلى ما قبل عهد الرئيس الأسبق، أحمدي نجاد.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولين في النيجر قولهم: إن إيران طلبت في عام 1984 من حكومة سيني كينشيه العسكرية (الضابط العسكري الذي قام بانقلاب ضد أول رئيس للنيجر)، شراء اليورانيوم.
يُذكر أن الحرس الرئاسي في النيجر، قام، في أغسطس من العام الماضي، بانقلاب عسكري على رئيس البلاد، محمد بازوم، ومنذ ذلك الحين تدهورت علاقات النيجر مع الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا.
وبالإضافة إلى المخاوف بشأن الإرهاب، فإن الوضع الحالي في النيجر وغيرها من البلدان الأفريقية في المنطقة، والتي شهدت انقلابات، مؤخرًا، كان سببًا في تغذية المخاوف بشأن الأنشطة النووية الإيرانية.