تظهر تقارير من معرض طهران الدولي للكتاب، المراقبة اللصيقة وزيادة تواجد الشرطة من أجل ضمان امتثال النساء للحجاب، وتأتي هذه الحملة كجزء من "خطة نور" لفرض "الحجاب الإجباري".
فقد أصبح معرض طهران الدولي الخامس والثلاثون للكتاب، الذي يقام من 8 مايو لمدة عشرة أيام، ساحة معركة لحملة القمع المكثفة التي تشنها إيران على النساء غير المحجبات.
تأتي هذه الحملة كجزء من "خطة نور" الإيرانية التي تم تقديمها في أبريل (نيسان) لقمع النساء غير المحجبات، والتي تم تنفيذها في جميع أنحاء البلاد بتوجيه من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.
وأثار وجود حارسات الحجاب واستخدام طائرات مسيرة مزودة بكاميرات للتعرف على النساء غير الملتزمات بالحجاب الإجباري الاستياء بين الحضور.
وقال شهود عيان لموقع "إيران واير" يوم الجمعة إنه تم نشر طائرات رباعية المروحيات مزودة بكاميرات للتعرف على النساء غير الملتزمات بقواعد الحجاب. والتقطت هذه الطائرات المسيرة صورًا للأفراد ونقلت مواقعهم، ما سهل المواجهات المباشرة من قبل حارسات الحجاب.
وتشير التقارير إلى أن النساء اللاتي حاولن دخول معرض الكتاب دون ارتداء الحجاب تم رفض دخولهن، مع تمركز قوات الأمن عند كل مدخل.
وتوضح تقارير الحاضرين في المعرض على موقع X الأجواء في المعرض، حيث وصف أحد المستخدمين الحضور المكثف لعناصر الأمن، واللوحات الإعلانية التي تروج للامتثال للحجاب.
وأعربت مستخدمة أخرى عن فزعها من تجربتها في حضور المعرض، حيث أبلغت عن تواجد مكثف للشرطة والخيام والشاحنات والحراس وأفراد الأمن "لضمان إمكانية القبض على أي امرأة بدون حجاب مثل الإرهابيين".
وروت مستخدمة أخرى أنه تم إبعادها عن المدخل بسبب أن "سروالها قصير جدًا" ما يسلط الضوء على التطبيق الصارم لقواعد الحجاب.
علاوة على ذلك، وجهت انتقادات لمحتوى وأجواء المعرض، مع شكاوى من ارتفاع أسعار الكتب، وهيمنة المطبوعات الدينية والتابعة للنظام.
وسخر العديد من الإيرانيين من وضع لافتات في المعرض تروج لـ "اقتباسات" من شخصيات أدبية مثل ليو تولستوي مع رسائل تدعو إلى العفة والحجاب. وفي معرض الكتاب العام الماضي، تم الترويج لاقتباس آخر لتولستوي، والذي كشف الباحثون أنه مزيف.
ونقلت لافتة تولستوي لهذا العام عن الكاتب الروسي قوله :"في الغرب، تُمنح المرأة الحرية، لكنها ما زالت تعتبرها وسيلة للمتعة".
يبدو أيضًا أن هذا اقتباس مزيف، حيث لم تظهر عمليات البحث أي تصريح لتولستوي بهذا المعنى.
وسخر أحد مستخدمي X من اللافتة وقال إنه إذا علم تولستوي أنه بعد سنوات من وفاته سيظهر على لافتة في معرض للكتاب في طهران، "ليس للترويج لأعماله الأدبية ولكن لتبرير إساءة معاملة النساء، فإنه سيموت مرة أخرى في قبره".
ونقلت لوحة إعلانية أخرى عن ويندي شاليط، وهي كاتبة أميركية محافظة، بشكل ساخر مع صورة غير محجبة للكاتبة تقول: "هناك قاعدة عامة في هذه الأيام، كلما أردت المزيد من الاحترام، يجب أن ترتدي ملابس أكثر احتشامًا".
وفي الوقت نفسه، عام 2020، صرحت شاليط على برنامج X بأنها "لا تدعم النظام الإيراني" وأنها على علم تام بسوء معاملته للنساء، مضيفة أيضًا أن النظام يستخدم اسمها "لنشر الأكاذيب" ضد حقوق المرأة الإيرانية.
علاوة على ذلك، وفي عرض غريب، ظهرت صور لكتب مثقوبة ومرتبة في غرفة مؤقتة، وقد وضعت على الأرجح كعنصر زخرفي للمعرض. ومع ذلك، قوبلت هذه "القطعة الفنية غير التقليدية" بالانتقادات وتم وضعها بالزاوية في النهاية.