أعلن المخرج الإيراني الشهير محمد رسول أوف عن مغادرته إيران "سرا" بسبب ما يتعرض له من ضغوط ومضايقات أمنية وملاحقات قضائية.
وقال رسول أوف في منشور له على حسابه الشخصي على "إنستغرام" إنه خرج من إيران بمساعدة بعض أصدقائه وأقاربه بعد سنوات من الضغوط الأمنية.
كما لفت المخرج السينمائي البارز أن السلطات الأمنية مارست أشكالا شتى من الضغوط عليه طوال 7 سنوات الماضية، وصادرت جواز سفره عدة مرات، وأبلغته أنه لا يحق له أن يكون له جواز سفر.
وكتب رسول أوف في منشوره مخاطبا السلطات الإيرانية: "قبل 7 سنوات صادرتم جواز سفري لمرات عدة. وقبل عامين اقتحمتم منزلي وأخذتم ما وصلت إليه أيديكم. العام الماضي راجعت بمعية محاميي مؤسسات حكومية مختلفة، لكنكم قلتم إنني لا أستحق أن يكون لي جواز سفر. هويتي ليست في جوازي".
وانتقد المخرج نهج النظام الحالي في إيران، وقال: "إذا كنتم تظنون أن حدود إيران بقبضتكم فاعلموا أنكم في سبات مريح. إذا كانت إيران الجغرافيا تتألم تحت وطأة استبدادكم الديني، فإن إيران الثقافة حية في أذهان ملايين الإيرانيين الذين اضطروا إلى مغادرة البلاد تخلصا من ظلمكم وتوحشكم، لا قوة قادرة على تحميل سلطتها على إيران الثقافة.. من اليوم فصاعدا سأكون مقيما في إيران الثقافة".
وفي 8 مايو (أيار) الجاري أعلن محامي المخرج السينمائي محمد رسول أوف أن محكمة الثورة حكمت على موكله بالسجن 8 سنوات، كما حكمت بعقوبات أخرى شملت الجلد والغرامات المالية ومصادرة أموال.
وأضاف المحامي بابك باك نيا، في تصريحات له الأربعاء الماضي، أن محكمة الاستئناف أيدت الحكم الصادر ضد رسول أوف، وبات الحكم الآن لدى قسم "تنفيذ الأحكام".
وتابع باك نيا: "السبب الرئيس وراء هذا الحكم هو توقيع رسول أوف على البيانات وإنتاج أفلام ووثائقيات تعتبرها السلطة داعمة للتآمر والتواطؤ لارتكاب جريمة ضد أمن البلد".
يذكر أن المخرج الإيراني الشهير حصل على العديد من الجوائز الدولية المرموقة من مهرجانات معروفة مثل "كان" و"برلين".
وفي السنوات الأخيرة، كان المخرج محمد رسول أوف منتقدًا بارزا للنظام الإيراني، وتعرض لمحاكمات- بشكل مستمر- من قبل الأجهزة القضائية والأمنية التابعة للنظام.
وفي العديد من أفلامه، مثل "أمل اللقاء"، و"المخطوطات لا تحترق"، و"لا وجود للشيطان "، و"لرد"، انتقد نظام الحكم الفاسد في إيران.
كما أعرب رسول أوف في العديد من الحالات عن دعمه للاحتجاجات، وانتقد قمع السلطات للمتظاهرين، وطريقة التعامل مع المحتجين، معربا عن تعاطفه مع ضحايا الأمن من القتلى والمصابين والسجناء المعتقلين.