أعلن رئيس لجنة التحقيق في مسرح الجريمة التابع للطب العدلي في إيران، علي ضيائي، أن 2115 عاملا لقوا حتفهم وأصيب 27 ألف عامل جراء حوادث العمل عام 2023.
وانتقدت وكالة "إيلنا" للأنباء في تقرير ما أسمته "التستر الإحصائي" لوزارة العمل، وكتبت أن هذه الإحصائية تعني وفاة نحو 5.79 عمال كل يوم من أيام عام 2023.
وقال رئيس لجنة التحقيق في مسرح الجريمة الإيرانية، لوكالة "إيلنا" إن إحصائيات الحوادث الناجمة عن العمل في العام الماضي زادت بنسبة 11.3٪ مقارنة بالعام السابق عليه.
وذكر ضيائي أن السقوط من الأماكن المرتفعة يمثل دائمًا الحصة الأكبر في إحصاءات حوادث العمل، مضيفا أن في العام الماضي توفي 983 شخصا بسبب حوادث في مكان العمل نتيجة السقوط من الأماكن المرتفعة، وهو ما يمثل 46.5% من نسبة الخسائر.
التستر على إحصاءات ضحايا العمل من قبل وزارة العمل
ولا توجد إحصائيات دقيقة في إيران حول حوادث العمل، وتنشر مصادر مختلفة مثل مركز الإحصاء الإيراني، ووزارة التعاون والعمل والرعاية الاجتماعية، ومنظمة الطب العدلي أرقاما مختلفة وأحيانا متضاربة فيما بينها حول هذا الموضوع.
كما أن ما تنشره وسائل الإعلام والنشطاء العماليين حول هذه الأرقام، بناء على ملاحظات وتقارير غير رسمية، يختلف بشكل كبير عن الإحصائيات الحكومية.
وذكرت وكالة "إيلنا" في تقريرها أن وزارة العمل حذفت ثلاثة أرباع هذه الوفيات من قائمتها الإحصائية، وكتبت: "في 29 أبريل (نيسان) الماضي، قدم مساعد وزير العمل الإيراني، علي حسين رعيتي فرد، إحصائيات جديدة لحوادث العمل في البلاد، وقال: في عام 2021، وقع 712 حادثاً بسبب العمل، وانخفض هذا العدد إلى 680 قتيلاً في عام 2023".
أما منظمة الطب العدلي فقد أعلنت العام الماضي أن عدد العمال الذين لقوا مصرعهم عام 2022 بلغ 1900، لكن وزارة التعاون والعمل والرعاية الاجتماعية أعلنت رقما يمثل حوالي ثلث هذا الرقم، وقالت إن 711 عاملا قتلوا عام 2022 بسبب حوادث العمل.
وانتقد تقرير وكالة "إيلنا" هذا التخبط في ذكر الأرقام، وتساءلت بالقول: "هل وزارة العمل عاجزة حقا عن الوصول - في عصر الإنترنت وسيطرة قواعد البيانات على كل ركائز العالم- إلى بيانات الطب العدلي؟ ألا يمكنكم ببساطة الاتصال بهذه المنظمة وبياناتها ومعرفة، بناءً على السبب المذكور في شهادات الوفاة، كم عدد العمال الذين يموتون كل شهر أو كل عام بسبب حوادث العمل؟".
وكتب مركز الإحصاء التابع لمجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران، في تقرير له في أبريل (نيسان) الماضي، أن ما لا يقل عن 1680 عاملاً فقدوا حياتهم بسبب حوادث العمل في الأشهر الـ12 الأخيرة.
وبحسب هذا التقرير، أصيب أيضاً ما لا يقل عن 8 آلاف و199 عاملاً خلال هذه المدة الزمنية.
وفي مارس (آذار) الماضي، أعلن مركز الإحصاء الإيراني أن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث العمل في الخريف من عام 2023 بلغ 548 حالة.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي قال المحامي والناشط العمالي فرشاد إسماعيلي، لصحيفة "بيام ما": "بشكل عام، لا توجد أرقام موثوقة في مجال العمل. نحن لا نعرف كم لدينا من العمال؟ وكم من العمال يتقاضون الحد الأدنى للأجور؟ وكم لدينا من نسبة النساء العاملات؟ وكم من العمال الأجانب؟ لا توجد رغبة لدى السلطات لنشر الإحصائيات في هذا الخصوص".
وتحدث هذا الناشط العمالي عن سبب التباين في الإحصائيات، مشيراً إلى أن الإحصائيات غير الرسمية تتراوح بين 5 إلى 6 أشخاص في اليوم الواحد.
وأضاف: "الإحصائيات الرسمية تتعلق فقط بالعمال الذين لديهم تأمين صحي، ويحذف من هذه الإحصاءات العمال الذين يعملون دون تأمين، والأجانب، والعمال غير الرسميين. وهذا هو سبب التضارب في الأرقام والإحصائيات".
ووفقا للتقارير الإعلامية والحقوقية، تحتل إيران المرتبة 102 بين دول العالم من حيث الالتزام بقضايا سلامة العمل، كما أن معدل وفيات العمال في إيران أعلى من المتوسط العالمي.