قال الناشط السياسي الإيراني المسجون مصطفى تاج زاده إن مصير حكومة الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان سيكون شبيها بمصير حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني، إذا لم يغير المرشد علي خامنئي سياساته ونهجه في الحكم.
وفي رسالة سُربت من داخل محبسه، الأربعاء 17 يوليو (تموز)، قال تاج زاده إن السبب وراء صمته تجاه الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وعدم بيان موقف صريح في مقاطعة الانتخابات، يعود لعدم رغبته في معارضة "المشروع الانتخابي" لبزشكيان والداعمين له، لا سيما الرئيس الأسبق محمد خاتمي.
وأشار السجين السياسي مصطفى تاج زاده إلى أنصار المرشد خامنئي، مؤكدا أنهم سيستخدمون كافة قوتهم وإمكاناتهم ضد حكومة بزشكيان القادمة، لكي يعرقلوا مسيرها.
وفي إشارة إلى احتمال إعادة انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، قال هذا الناشط السياسي الإصلاحي إن معارضي حكومة بزشكيان سيحاولون جعل حكومته "فاشلة" مثل حكومة حسن روحاني في دورتها الثانية.
كما أشار إلى المرشح سعيد جليلي، منافس بزشكيان في الجولة الثانية للانتخابات، وآرائه بشأن قضية الإنترنت وحجبها، ودوريات شرطة الأخلاق، والرقابة الأمنية وغيرها، وكتب: "لا تختلف وجهة نظر المرشد في كل القضايا المذكورة أعلاه عن وجهة نظره جليلي".
وذكر هذا الناشط السياسي المعروف بمواقفه الانتقادية الصريحة تجاه علي خامنئي إن "المشكلة الرئيسية" ليست سعيد جليلي، بل في "سيده وأبيه الروحي"، في إشارة إلى المرشد خامنئي، مضيفا: "سيأتي قريبا إلى بزشكيان وحكومته".
وبالإشارة إلى 18 مليون صوت حصل عليها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في انتخابات 2021، ذكّر تاج زاده بأننا أطلقنا عليها اسم "انتخابات الأقلية"، وأضاف: "الآن لا يمكننا أن نصف مشاركة 49% و17 مليون صوت لبزشكيان بـ"انتصار الشعب"، لا سيما أن الفارق في الأصوات بين المرشحين الفائز والخاسر بلغ نحو 3 ملايين فقط، وفاز جليلي في نصف المحافظات".
وفي الجولة الأولى من انتخابات الرئاسية الأخيرة، شارك أقل من 40 في المائة من المرشحين ممن يحق لهم التصويت، وهو ما سجل الرقم القياسي لأدنى مشاركة في الانتخابات الرئاسية في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
وفي الجولة الثانية من الانتخابات، بحسب وزارة الداخلية الإيرانية، بلغت نسبة المشاركة 49 في المائة.
وفي إشارة إلى نسبة المشاركة في الانتخابات التي تقل عن 50 في المائة، قال مصطفى تاج زاده إنه لا يعتبر لوم مرشح في عدم مشاركة أغلبية المواطنين أمرا "أخلاقيا".
وأضاف: "إذا كانت الانتخابات تنافسية سألتزم الصمت ولن أصوت، وسأكون بجانب أغلبية الشعب، لكني أرى أن انتخابات الأقلية وغير التنافسية هي تجسيد للسحت السياسي وسأقاطعها".
وفي رسالته الطويل، قال هذا المسؤول السابق بوزارة الداخلية في حكومة محمد خاتمي، إن الجمهورية الإسلامية لا تطيق انخفاض نسبة المشاركة إلى مستوى كبير، لهذا سمحوا لبزشكيان بالمشاركة فيها، ولم يعارضه أي من أعمدة النظام وقادته.
وشدد أيضًا على أن غالبية الناس لم يصوتوا في عدة انتخابات قبل عام 2024، وفي إشارة إلى مشكلات إيران العديدة، قال تاج زاده إن علي خامنئي لا يستطيع محاربة أميركا، وأغلبية الشعب الإيراني في نفس الوقت و"سوف يضطر للتراجع ويعيد النظر في نهجه".
وعشية انتخابات البرلمان الأخيرة في مارس (آذار) الماضي، أكد مصطفى تاج زاده أنه لن يصوت في الانتخابات، وحمل المرشد الإيراني مسؤولية "البنية المعيبة للنظام السياسي" في إيران.
وكان تاج زاده قد اتهم المرشد علي خامنئي بـ"جعل الانتخابات بلا معنى، وجعل المؤسسات المنتخبة، وخاصة البرلمان، غير فعالة".
وفي رسالته الأربعاء 17 يوليو (تموز)، تناول هذه القضية مرة أخرى، وقال إن خامنئي يستخدم سلطته ومؤسساته لتعطيل "عمل المؤسسات المنتخبة".
وبعد انتخابات البرلمان في مارس (آذار) الماضي وقبلها الانتخابات الرئاسية بنسب مشاركة قليلة للغاية، وصف تاج زاده ذلك بأنه "فشل تاريخي" لنظام الحكم في البلاد، وألقى باللوم على المرشد خامنئي.
وتم اعتقال مصطفى تاج زاده، الذي انتقد علناً سياسات المرشد خامنئي في السنوات الأخيرة، عدة مرات منذ عام 2009، وحُكم عليه بأحكام مشددة.