ذكرت صحيفة "بوليتيكو"، أيضًا أن مجتمع الاستخبارات الأميركية تلقى أدلة متزايدة على أن إيران تخطط بنشاط لقتل دونالد ترامب، ربما في الفترة التي تسبق انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وأنه قد يتم إجراء المزيد من المحاولات لاغتيال ترامب في الأسابيع المقبلة.
وأكد مسؤولان أميركيان كبيران، تحدثا إلى الصحيفة الأميركية، شريطة عدم الكشف عن هويتهما، أن إدارة بايدن جمعت معلومات حول تهديدات طهران من مصادر مختلفة، بما في ذلك مصادر بشرية.
وقال المسؤولان، دون تقديم مزيد من التفاصيل، إنه بناءً على هذه المعلومات، فإن تهديدات إيران مرتبطة بأفعال جسدية، بما في ذلك أعمال تهدف إلى محاولة قتل ترامب.
وأشارا إلى إيران تخطط للانتقام من ترامب لقتله قاسم سليماني منذ سنوات، لكن المعلومات الأخيرة تظهر أن التهديدات زادت في الأشهر الأخيرة، وأصبح المسؤولون الأميركيون أكثر ثقة بشأن نوايا طهران.
وردًا على سؤال الصحيفة الأميركية حول هذا الأمر، أشارت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون، إلى أن إدارة بايدن أبلغت الشعب الأميركي والكونغرس بشكل متكرر ومستمر بوجود هذه التهديدات، وقالت: "اجتمع المسؤولون الحكوميون على أعلى المستويات مرارًا وتكرارًا لتصميم وتنفيذ رد شامل على هذه التهديدات. لقد استثمرنا موارد هائلة لتوفير مزيد من المعلومات حول هذه التهديدات، وتعطيل عمل المتورطين في هذه التهديدات، وتحذير إيران مباشرة".
وتقول "بوليتيكو" إنه بينما كان المسؤولون الأميركيون على علم بغضب مسؤولي النظام الإيراني بعد الهجوم على سليماني، فإن التهديدات الجسدية التي مصدرها طهران نادرة نسبيًا في الحالات التي يمكن تأكيدها وإثباتها.
وأضاف أحد المسؤولين للصحيفة أنه يبقى واضحًا من المعلومات، التي جمعتها الولايات المتحدة، أن إيران تخطط بنشاط، وأن إدارة بايدن تحاول إحباط مثل هذه الهجمات.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من عملاء النظام الإيراني، أعضاء في تنظيمات، مثل حزب الله، والذين باستطاعتهم على تنفيذ هجمات واسعة النطاق على الأميركيين، لا يزالون مصدر قلق لمسؤولي المخابرات والأمن القومي الأميركيين.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن مسؤولين أميركيين حصلوا، في الأسابيع الأخيرة، على معلومات حول مؤامرة دبرتها إيران لمحاولة اغتيال دونالد ترامب.
وبحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن"، يوم أمس الثلاثاء 16 يوليو (تموز)، فإن هذه المعلومات جعلت جهاز الخدمة السرية الأميركي يزيد من إجراءاته الأمنية في الأسابيع الأخيرة لحماية الرئيس السابق للولايات المتحدة والمرشح الحالي للانتخابات الرئاسية المقبلة.
لكن إيران، وصفت التقرير عن دورها في اغتيال ترامب بأنه "لا أساس له من الصحة ومتحيز".
وأعلن ممثل إيران في الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أمس الثلاثاء، أن ترامب، من وجهة نظر إيران، "مجرم يجب محاكمته ومعاقبته في المحكمة لإصداره الأمر بقتل سليماني، وقد اختارت إيران المسار القانوني لمحاسبته".
وقال وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري كني، في مقابلة مع الإعلامي الأميركي، فريد زكريا، على شبكة "سي إن إن"، إنه بعد مقتل قاسم سليماني، كانت طهران تسعى إلى محاكمة مرتكبي جريمة قتل سليماني "فقط" من خلال الطرق القانونية المحلية والدولية.
وقال إريك ترامب، نجل دونالد ترامب، حول التقرير، الذي ورد حول مؤامرة النظام الإيراني لاغتيال والده، إن دونالد ترامب كان "أشد" رئيس للولايات المتحدة تجاه نظام الجمهورية الإسلامية.
وأضاف أن النظام في إيران يُلقن الأطفال الهتاف بـ "الموت لأميركا".
وكان ترامب قد تعرض إلى محاولة اغتيال أثناء تجمع انتخابي له بولاية بنسلفانيا، مساء السبت الماضي، 13 يوليو، إلا أنه نجا من هذا الهجوم، أصيب بالرصاص في أذنه فقط.
ولقي أحد الحاضرين في التجمع الانتخابي لترامب، مصرعه، في هذه الحادثة، كما تم استهداف المهاجم، وهو رجل يبلغ من العمر 20 عامًا يُدعى توماس ماثيو كروكس، وقتله على يد قناص من الخدمة السرية.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي، في 14 يوليو الجاري، أنه لم يتم تحديد "أيديولوجية" محددة فيما يتعلق بمنفذ الهجوم.
وكتبت شبكة "سي إن إن"، نقلاً عن عدة مصادر مطلعة لم تكشف عن أسمائها: "لا يوجد ما يثبت أن الشخص الذي حاول قتل ترامب كان على صلة بمؤامرة النظام الإيراني".
يُشار إلى أن الكشف عن تهديدات من وكالة استخبارات معادية ضد ترامب، سلط الضوء مرة أخرى على الثغرات الأمنية في حماية تجمع حملة الرئيس الأميركي السابق في ولاية بنسلفانيا.