دعا عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، أحمد نادري، إلى تغيير العقيدة النووية، مشيرًا إلى أن البرنامج النووي الإيراني لم يحقق أي مكاسب أمنية تُذكر. كما اعتبر أن اختبار قنبلة نووية هو السبيل الوحيد لتحقيق "التوازن" في المنطقة.
وفي تصريح له اليوم السبت، 16 نوفمبر، قال نادري: "لقد أنفقنا أضعاف تكلفة بناء القنبلة النووية على برنامجنا النووي على مدى السنوات الماضية، ولم نجْنِ أي فائدة في المجال الأمني… أعتقد أننا يجب أن نتجه نحو اختبار القنبلة النووية، ولا يوجد أي طريق آخر أمامنا".
وأضاف: "ما لم نتجه نحو امتلاك قنبلة نووية، لن يتحقق التوازن في المنطقة… الطرف الآخر يمتلك عددًا غير معروف من الرؤوس النووية، ويمكنه استخدامها في أي لحظة، فلماذا لا نمتلك سلاحًا مماثلاً ومتوازنًا؟".
كما زعم نادري أن تغيير العقيدة النووية يمثل "رأي الشعب. ومطلب عدد كبير من النخب الإيرانية داخل الجامعات وخارجها".
تصريح نادري يمثل تحولاً لافتًا وخطيرًا في الخطاب الإيراني الرسمي، حيث يشير بشكل مباشر إلى نوايا محتملة لتطوير واختبار أسلحة نووية، وهو ما يتعارض مع التزامات إيران الدولية في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤولون إيرانيون عن ضرورة تغيير العقيدة النووية. وقد تكررت هذه التصريحات علنًا، خاصة بعد تصاعد التوترات بين طهران وإسرائيل.
وقد هدد كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ومستشار علي خامنئي، هدد في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، خلال مقابلة مع قناة "الميادين" التابعة لحزب الله، بأنه إذا تعرضت إيران لـ"تهديد وجودي"، فقد تغير عقيدتها النووية.
وأضاف أن طهران تمتلك "القدرة اللازمة" لصنع سلاح نووي ولا تواجه أي "مشكلات" في هذا الصدد، مشيرًا إلى أن الفتوى الصادرة عن خامنئي هي التي "تمنع ذلك حاليًا".
عضو هيئة رئاسة البرلمان، في تصريحاته، تطرق أيضا إلى ردود الفعل المحتملة من المجتمع الدولي تجاه تغيير العقيدة النووية لإيران، وقال إن الولايات المتحدة والدول الغربية "لا تعني لنا شيئًا".
وأضاف نادري: أولاً يجب أن نحدد ما المقصود بالعالم؟ إذا كان العالم يعني الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين، فهم لم يتبقَّ لديهم شيء لم يفعلوه ضدنا… ما يهمنا هو أمن مواطنينا فقط".
وفي وقت سابق، يوم 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، طلب 39 نائبًا في رسالة إلى مجلس الأمن القومي إعادة النظر في العقيدة الدفاعية لإيران بشأن تصنيع السلاح النووي.
كما صرّح أحمد حق طلب، قائد قوات الحماية والأمن للمراكز النووية في إيران، يوم 18 أبريل (نيسان)، بأن إسرائيل إذا حاولت "مهاجمة مراكزنا النووية كوسيلة للضغط على إيران، فإن إعادة النظر في العقيدة والسياسات النووية لإيران والتراجع عن الاعتبارات المعلنة سابقًا أمر ممكن ومحتمل".
من جهته، قال ألكس وطنخواه، خبير أمن الشرق الأوسط ومدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، في مقابلة مع قناة "إيران إنترناشيونال" يوم 13 أكتوبر الماضي، إن الوضوح غير المسبوق للمسؤولين ووسائل الإعلام في إيران بشأن احتمال تصنيع قنبلة نووية يعود إلى تصاعد الخوف وشعور النظام الإيراني بعدم الأمان.